كشف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، عن تحوّل كبير في رغبة اللاجئين السوريين بالعودة إلى وطنهم بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

ووفقًا لتقييم الأمم المتحدة، فإن نحو 30% من اللاجئين السوريين في دول الشرق الأوسط أبدوا رغبتهم في العودة خلال العام المقبل، مقارنة بصفر تقريبًا في العام الماضي.

تحوّل مفاجئ في المزاج العام هذا التغير في المواقف يأتي بعد إسقاط قوات المعارضة للأسد، ما أنهى حربًا أهلية استمرت 13 عامًا وخلفت واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العصر الحديث.

وقال غراندي في دمشق: "المؤشر تحرك أخيرًا بعد سنوات من التراجع"، مشيرًا إلى أن نحو 200 ألف لاجئ عادوا منذ سقوط النظام، بالإضافة إلى 300 ألف فروا من لبنان أثناء الحرب بين حزب الله وإسرائيل في سبتمبر وأكتوبر.

تحديات كبيرة رغم الآمال لكن عودة اللاجئين تواجه عقبات كبرى، حيث تسبب الصراع في دمار واسع في البنية التحتية والخدمات، مع عيش غالبية السكان في فقر مدقع.

كما لا تزال سوريا تخضع لعقوبات غربية مشددة تعزل اقتصادها عن العالم.

غراندي أكد أن وكالات الأمم المتحدة تعمل على تقديم مساعدات نقدية وغذائية، إلى جانب دعم إعادة بناء المنازل المدمرة جزئيًا، لكنه دعا إلى زيادة الدعم من المانحين وإعادة النظر في العقوبات لتحسين الظروف في سوريا.

عملية سياسية جديدة وتأثيرها على اللاجئين غراندي أشار إلى أن اللاجئين يتابعون عملية سياسية يقودها رئيس الإدارة الجديدة أحمد الشرع، والتي تهدف إلى تشكيل سلطة تمثل تنوع سوريا بحلول مارس المقبل.

وعلّق قائلاً: "اللاجئون يستجيبون لهذه التحركات الإيجابية، وإذا استمرت، سيزيد عدد العائدين".

أمل مشوب بالتحديات في ظل استمرار العقوبات الغربية وتدهور الاقتصاد السوري، تبدو عودة ملايين اللاجئين تحديًا كبيرًا يتطلب جهودًا دولية مكثفة.

ومع ذلك، فإن التغير في المزاج العام يمثل بصيص أمل في طي صفحة مأساوية من تاريخ سوريا.

م.ال

اضف تعليق